كتاب مبادئ عمل الخرائط ثالث ثانوي اليمن القسم الادبي 2026

- الخريطة أصغر حجماً بكثير جداً من سطح الأرض : ولتمثيل ذلك السطح على لوحة الخريطة فأن ذلك يتم بتحديد النسبة المناسبة بين ظاهرات سطح الأرض، ونسبتها إلى الرسم، وبما يجعلها مرئية بوضوح على لوحة الخريطة؛ لذا لا بد أن ترسم بمقياس رسم معين . الخريطة تمثيل لظاهرة سطح الأرض كما ترى من أعلى، لذا يتم تمثيل ظاهرة سطح الأرض في بعدين فقط وعدم ظهور البعد الثالث الذي يمثل نمط سطح الأرض المقوس في الحقيقة لأن الخريطة تمثل السطحالمستوي بخلاف حقيقة شكل الأرض، وللتغلب على مشكلة عدم تمثيل البعد الثالث ولكي لا يظهر تشوهات على الخريطة، فلابد من رسم الخريطة بمساقط مناسبة ( ستتعرف عليها في الوحدات القادمة ) . الخريطة تمثيل رمزي اصطلاحي لظاهرات سطح الأرض طبيعية أو بشرية): ويعني أن تلك الظاهرات يتم تمثيلها على الخريطة بأشكال وصور وعلامات وجميعها رموز متفق عليها دوليا، ولا يجوز في اختيارها الاعتماد على الحرية الشخصية، ولفهم دلالة هذه الرموز على الخرائط يوضع لكل خريطة دليل أو مفتاحيوضح تلك الرموز، كما يوضع لكل خريطة عنوان يعبر عن محتواها، وإطار يحدد المساحة المرسومة على الخريطة، وإشارات توضح اتجاهات الظاهرات المرسومة ومواقعها .

علاقة علم الخرائط ببعض العلوم الأخرى: علم الخرائط والرياضيات تساعد الرياضيات علم الخرائط على إيجاد الحلول لوضع المساقط، وحساب المقياس، وحساب أبعاد الرموز وغير ذلك، بالإضافة إلى مساهمتها في تطويع تقنيات الحاسب الآلي الخدمة أغراض وضع الخرائط بواسطته، وتصميم النماذج الرياضية الخرائطية . علم الخرائط وعلم المساحة : يدرس علم المساحة شكل وأبعاد سطح الأرض، وأساليب إجراء القياسات عليه، ولذلك فهو يمنح علم الخرائط المعلومات اللازمة لرسم المكان بأبعاده الصحيحة . علم الخرائط وعلم الفوتوغرافيا : إن ظهور التصوير الجوي ومن ثم التصوير الفضائي للأرض أو أجزاء منها قد أديا إلى ظهور الاستشعار عن بعد، الذي أدى إلى ظهور علم الفوتوغرافيا وهو علم يهتم بإجراء القياسات من خلال الصور نفسها ؛ حيث يؤدي التقاطع بين القياسات المساحية والقياسات من خلال الصور على قاعدتها إلى ما يعرف بالدراسة الطبوغرافية، والتي تعد أساساً لوضع مختلف أنواع الخرائط . علم الخرائط وعلوم الأرض: تقدم هذه العلوم المادة التي يقوم عليها علم الخرائط الذي يعمل بأسلوبه على تنظيم تلك المعطيات، وإيجاد العلاقات فيما بينها، ليتم إخراجها في خرائط بواسطة منظومة الرموز التي يستخدمها، فعلى سبيل المثال يعطي علم الجيولوجيا معلومات عن أنواع الصخور ومواقع تكشفاتها وأعمارها ويقوم الخرائطيون بتصميم وتنفيذ الخرائط الجيولوجية التي يحتاجها الجيولوجيون أنفسهم في دراساتهم اللاحقة للطبقات وأنواع الصخور، ويربطون بواسطة الخرائط بين التكشفات الصخرية وبين أشكال التضاريس ودرجة انحدارها وأعمارها، وكثافة الشبكة المائية .. إلخ .

الرومان : لم يكن للرومان مثل ما فطر عليه الأغريق من شغف بالبحث العلمي الحر الطليق، فقصروا اهتمامهم على الخرائط التطبيقية للأغراض العملية فقد شغل الرومان بخرائط يستعين بها المسافرون في ترحالهم أو يستخدمها جباة الضرائب في أغراضهم، أو يستعملها القادة في ساحات القتال، وقد دعا اتساع الامبراطورية الرومانية الامبراطور أغسطس في الفترة ( ٦٣ ق . م - ١٤ م ) إلى التفكير في ضرورة عمل خريطة تحيط بأطراف الأمبراطورية المترامية الأطراف، فعهد بذلك إلى احد قادته، والذي استعان بمئات من المساحين الذين ظلوا يعملون عشرين عاماً، وكانوا يقيسون فيها الطرق المرصوفة التي بلغ طولها في ذلك العهد ( ٥٠ ) ألف من الأميال، وقد تم نقش الخريطة الرئيسية على لوح من الرخام ثبت فوق قاعدة أقيمت في ميدان من أكبر ميادين روما، ولم يحفظ لنا التاريخ من هذه الخريطة إلا صورة واحدة من ألاف الصور التي نسخت من الأصل يرجع تاريخها إلى عام ١٢٦٥م، وعرفت في التاريخ بجداول ( بوتنجر ) ، وهو الرجل الذي كانت تلك الخريطة في حوزته منذ عام ١٤٩٤م، وقد صورت هذه الخريطة امتداد الامبراطورية الرومانية وحدودها من الجزر البريطانية غرباً حتى نهر الغنج شرقاً، وقد تم تصميم هذه الخريطة على شكل لفافة طولها سبعة أمتار، وعرضها ثلث متر، وهي طريقة لم تكن مستخدمة في إعداد الخرائط التي سبقتها، لاحظ الشكل ( ٤ ) .