كتاب الفقه ثاني ثانوي اليمن القسم العلمي 2026

الضوابط الشرعية للحدود والعقوبات أهم ما يجب أن نعرفه عن الحدود والعقوبات أنها ليست إلا جزءا من نظام متكامل ومنهج شامل، جاء به الإسلام لتنظيم حياة الناس، وليست مسارًا مستقلا عن بقية الجوانب، ففي الإسلام مسار لبناء النفوس وتزكيتها وتهذيبها ونزع دوافع الجريمة منها، وفيه كذلك مسار لبناء وإصلاح واقع الناس الاقتصادي والأمني والمعيشي، والحد من أسباب الجرائم؛ ولذلك كانت بعض الجماعات التي تحركت باسم الإسلام غير موفقة في إنزال نظام إقامة الحدود، فرأينا بعضهم أول ما يسيطرون على رقعة جغرافية يقومون بتجاوزات عشوائية بشكل وحشي، كإعدامات ميدانية، أو جلد أو قطع أيادٍ أو نحو ذلك باسم إقامة الحدود،

محاربة الأعداء لنظام الحدود والعقوبات الشرعية نرى أعداء الإسلام اليوم - وعلى رأسهم المشروع الصهيوني الإفسادي بقيادة أمريكا وإسرائيل - يسعون إلى نشر الفساد والترويج له، كما قال الله تعالى عنهم: ﴿وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ﴾ [المائدة: ٦٤)، ويقومون بنشر وتبسيط الفواحش والموبقات بين الناس، كما قال تعالى: وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴾ [النساء:٢٧)، وقال الله تعالى عنهم: وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ ﴾ [النساء :٤٤)، ومن ضمن سعيهم في نشر الفساد والجرائم محاربتهم للحدود والعقوبات، وهدفهم أن يصنعوا بيئة مفتوحة لارتكاب الجرائم، دون عائق أو شيء يحد منها، ومن أهم أساليب الأعداء لخلق بيئة خصبة للجرائم ما يأتي: 1- الضغط على الأنظمة العربية والإسلامية لإلغاء القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية، وفي مقدمتها الحدود والعقوبات الشرعية التي تحد من الجرائم. ٢- التشويه للحدود والعقوبات في المناهج والأفلام والبرامج ووسائل الإعلام وغير ذلك.